نشر الشيخ بدري المدني تدوينة على صفحته الرسمية على الفايسبوك اكد من خلالها انه بداية من اليوم الجمعة 22 مارس 2024 الموافق ليوم 12 رمضان 1445 هجري سيعلو جامع بالارمو رفع الأذان والنداء إلى صلاة المسلمين .
وفيمايلي نص التدوينة :
بعد 839 سنة …
أذان الصلوات “الله أكبر” يرفع في مدينة بالارمو .
تدقّ النواقيس في الكنائس المسيحية و تسمع في بالارمو منذ قرون..
وبداية من يوم الجمعة 22 مارس 2024 الموافق ليوم 12 رمضان 1445 ه سيعلو جامع بالارمو رفع الأذان والنداء إلى صلاة المسلمين ..
هكذا هي بالارمو الحضن الكبير للحبّ والسلام والتعايش والحرّيات وحقوق الإنسان ..
رفع الأذان في هذه المدينة وسماع النداء “الله أكبر الله أكبر” فيه رمزية استحضار التاريخ بعطوره فمنذ 839 سنة كان المسلمون هنا لهم مساجدهم بالعشرات يرفعون خارجها نداء الصلوات ويقف الرحّالة ابن جبير -1144/1217- في كتابه “رحلة ابن جبير” في الصفحات 303 و305 شاهدا مصوّرا مدينة بالارمو وهو يغادرها يوم الجمعة 28 ديسمبر 1185 م الموافق ليوم 22 رمضان إذ يقول “وقد سمعنا الأذان وكنّا قد طال عهدنا بسماعه وأكرمنا القوم الساكنون فيه وله إمام يصلّي بهم الفريضة والتراويح في هذا الشهر المبارك ……وللمسلمين بهذه المدينة رسم باق من الإيمان يعمرون أكثر مساجدهم ويقيمون الصلاة بأذان مسموع ..وأمّا المساجد فكثيرة لا تحصى”..
رفع الأذان مجدّدا بعد 839 سنة إحياء للشعائر المحمّدية الراقية بصوت المؤذّن القيرواني التونسي الشيخ علي البرّاق -1899/1981- بالنغمات التونسية ومقاماتها فيه تمسّك بالهويّة التونسيّة ورحلة في عمق التقارب بين افريقية وصقليّة منذ أن بُنِي جامع الزيتونة على أنقاض كاتدرائية مسيحية وتحتها قبر القدّيسة سانت أوليفيا بالارمو (أو قديسة الزيتون)، . ثمّ بين القيروان الأغلبية وصقليّة ماضيا وبين تونس وإيطاليا حاضرا ومستقبلا .
رفع الأذان مجدّدا بعد 839 سنة في مدينة بالارمو كلّ يوم جمعة ظهرا وهو اليوم المقدّس عند المسلمين والإقتصار على صلاتي المغرب والعشاء خلال شهر رمضان المبارك وما بعده في احترام كامل للتراتيب القانونية والخصوصيات المواطنيّة فيه دلالة على تلك الروح الإنسانيّة الراقيّة التي تجمع بين كلّ الأديان ومختلف العبادات على أرض بالارمو المباركة وفيه تناغم جميل مع توجّهات البابا فرانسيس الداعيّة إلى الأخوّة الإنسانية والتعايش السلمي والحوار البنّاء.
هنيئا للمسلمين برفع الأذان في بالارمو ..
كلّ الإمتنان لأهل بالارمو وللجاليات المسلمة ولكلّ المسؤولين وكافة السلطات الذين كانت أياديهم بيضاء بالعطاء لتظلّ مدينة بالارمو فضاء رحبا يضمّ الجميع وجنّة في الأرض دارا للسلام ومرفأ للسكينة والمودّة .
“فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ” سورة النور (36)
بقلم الشيخ الدكتور بدري المداني.
إمام جامع الجمهورية التونسية في بالارمو
