احتفلت العاصمة الفرنسية باريس وضواحيها بفوز نادي باريس سان جيرمان التاريخي بلقب دوري أبطال أوروبا، بعد تغلبه على إنتر ميلان الإيطالي 5-0 في المباراة النهائية. هذا الإنجاز يُعد الأول للنادي في تاريخه، ليصبح ثاني الأندية الفرنسية التي تحقق هذا اللقب بعد أولمبيك مارسيليا عام 1993.
احتفالات جماهيرية تخيف السلطات
تجمّع أكثر من 110,000 مشجع في شارع الشانزليزيه للاحتفال بالإنجاز، حيث جاب الفريق الشارع في حافلة مكشوفة، حاملًا الكأس وسط أجواء من الفرح والبهجة. تزينت معالم المدينة، مثل برج إيفل، بألوان النادي (الأزرق والأحمر)، وامتلأت السماء بالألعاب النارية. كما أُقيمت احتفالات في ملعب “حديقة الأمراء” بحضور 48,000 مشجع، حيث قدّم اللاعبون عروضًا موسيقية واحتفوا مع الجماهير.
مواجهات مع الشرطة واعتقالات
رغم الأجواء الاحتفالية، شهدت بعض المناطق مواجهات وأحداث “دامية”، خاصة بالقرب من الشانزليزيه و”حديقة الأمراء”، حيث اندلعت مواجهات بين المشجعين والشرطة ليلة السبت الماضي . استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المحتشدين، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة أكثر من 200 شخص واعتقال 563 آخرين في مختلف أنحاء فرنسا. كما أُحرقت أكثر من 200 سيارة وتعرضت واجهات المحال التجارية لأضرار.
ردود فعل السلطات والمسؤولين
أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعمال العنف، وأكد على ضرورة محاسبة المسؤولين عنها. فيما أشار وزير الداخلية إلى أن معظم المعتقلين كانوا من خارج دائرة مشجعي النادي، وأنهم استغلوا المناسبة للقيام بأعمال شغب. تم نشر أكثر من 5,000 شرطي في أنحاء المدينة لتأمين الاحتفالات.
رسالة النادي للتهدئة جاءت متأخرة
اغلب المتابعين أكدوا على دور اللاعبين في التأثير على ردود أفعال الجماهير وتهدئتهم ، وفي اليوم الموالي دعا نادي باريس سان جيرمان جماهيره إلى الاحتفال بشكل سلمي بعد مشاهد الإحتفال التي تلت الفوز، مؤكدًا على أهمية الوحدة والفرح المشترك. كما شدّد على ضرورة احترام القوانين والابتعاد عن أي أعمال قد تضر بسمعة النادي والمدينة.
يُذكر أن هذا الفوز يُعد تتويجًا لجهود النادي على مدار سنوات، ويُعتبر نقطة تحول في تاريخ كرة القدم الفرنسية. وهو ماذهب إليه شقّ من المحللين لتبرير الفوضى الحاصلة بتعطّش الجماهير للقب الذي حرمت منه طيلة سنوات رغم أن غريمهم مارسيليا تحصل عليه منذ سنة 1993
